[center]
https://2img.net/r/ihimizer/img593/7713/423257854.gifإخواني المسلمين : إنّ في هذا الشهر
أناسا أشغلوا أنفسهم عن ذكر الله وطاعته حتى قصروا غاية برهم به في جعله موسما حوليا للموائد الزاخرة، وفرصة سانحة للهو والسمر الممتدين إلى بزوغ النهار، فصبحهم مثل ليلهم وأجواؤهم سود، وأجفانهم جمر يومض. جعلوا من هذا الشهر محلا للألغاز الرتيبة، والدعايات المضللة أو المواعيد المضروبة لارتقاب ما يستجد من أفلام هابطة وروائيات مشبوهة ترمى بشرر كالقصر لإحراق ما بقى من أصل حشمة وعفاف أو تدين يستحق التشجيع والإذكاء.
وبذلك تخسر الأمة في كل لحظة مواطنا صالحا يضل ضلالة يغش بها ويخدع، ويسرق ويحتال تمتعا بهذا المرئى والداء المستشرى ولسان حال هؤلاء يقول: صفدت شياطين رمضان إلّا شياطينهم، حتى صاروا بذلك يطلبون ولا يعطون، ويشتهون ولا يصبرون، ويحسنون الجمع، في حين أنهم لا يعرفون القسمة إلى أن تحطمت فيهم روح المغالبة والمقاومة، فلا عجب حينئذ إذا لم يجد هؤلاء بهذا الشهر المبارك ما يجده المؤمنون الصادقون.
وفي المقابل، فإن لهذا الشهر أناسا غض أبصارهم ذكر المرجع وأرق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد هارب من الكسل والخذلان وخائف مقهور وداع مخلص وتكلان موجع.
والسلام عليكم
[center]