رمضان أيها الشهر العظيم .. أتيت إلينا ونحن نشهد أن لا إله إلا الله , ونشهد أن محمداً رسول الله .. ولكننا عصاة .. نتجاهل أوامر الله في كل العام أو في أكثره , فتأتينا لتحرك الإيمان في قلوبنا من جديد , وتعيد إلى أرواحنا كثيراً مما فقدته .. إننا قبل أن نراك , كنا هناك ننتظر رؤيه هلالك , قبل أن يتم شعبان ثلاثين , ويا شعبان إننا لا نبغضك , ولكننا نحب رمضان ..
سمعتهم يقولون : ( بئس العبد لا يعرف ربَّه إلا في رمضان ) .. فقلت : بل بئس العبد الذي لا يعرف ربَّه في رمضان .. ونِعْم العبد الذي يعرف ربَّه في رمضان..
رمضان إنك لست كغيرك من الشهور .. رحماتُ الله فيك نازلة , وبيوت الله فيك معمورة , وآيات القرآن فيك مرتلة , والشياطين فيك مصفدة , وليلة القدر خير من ألف شهر .. فكيف لا نعرف ربنا في أيامك ولياليك ؟
يا رمضان إنني أحبك حين تأتي .. لأنني أرى فيك أناساً يصومون ويقومون ويدعون ويعتمرون ويخشعون ويتصدقون ويتزاورون ويبذلون .. حين أراهم أتذكر أنهم لا يفعلون ذلك إلا من أجل أن يرضى عنهم رب واحد وإله واحد ومعبود واحد .. فأتذكره وأشتاق إلى أن أعبده كما يعبده هؤلاء المشتاقون
فكيف بعد هذا لا أعرف ربي حتى في رمضان ..!! .. نعم أذنب واقع في الخطأ
فأنا عبدٌ ضعيف أعصي ربي كلما غلبني الشيطان , أو غالبتني نفسي , أو مال بي هواي .. فإذا جئت يا رمضان , شعرتُ بحنينٍ إلى ذلك الرب العظيم, لأشكو إليه ضعفي وقلة حيلتي , وأسأله أن يقبلني وأن يحبني وأن يتوب عليَّ وأن يقضي حاجاتي .. فلا بد أن أعرف ربي في رمضان
رمضان أتيت إلينا ففرحنا بكَ كثيراً , لأنك فرصة .. فرصة أن يرانا ربنا ونحن عليه مقبلون وإليه تائبون .. فرصة أن ننقطع عن الشهوات والملذات الزائلة .. فرصة أن نغذي الأرواح والقلوب والأفئدة , ونقلل من تغذية الأجساد والبطون وما يلحقها ..
أحبك يا رمضان .. فإنك نِعْم الشهر , ونِعْم المعين على الطاعة والقرب والإنابة والذكر ...
إنني لا أزال بعيداً عن مراقي العبودية الحقة , ولكنني أفرح حين تقدم , وقد أعود حين تعود .. فأنت رمضان ولست غيره ..
وأنا أريد أن أكون (نِعْم العبد .. يعرفُ ربَّه في رمضان ..) .. وأحاول جاهداً أن أكون (نِعْم العبد .. يعرفُ ربَّه بعد رمضان ..) .. وكل مؤمن يريد .. فعسى أن نكون من المؤمنين .. وأهلاً بكَ يا رمضان يا ربيع قلوب المؤمنين .